كان ماشى ورايح عند واحد صاحبه فى الريف لكن وهو داخل البيت أخد باله إن فيه كائن غريب فى وسط الفراخ اللى صاحبه مربيهم فى البيت .. ولما ركز قوى فيه عرف
إن دا نسر ، جرى بسرعة على صاحبه ومن خضته نسى إنه حتى يسلم عليه وإبتدى يزعق فيه ويقوله إلحق إطلع شوف النسر الموجود عندك وسط الفراخ ، الغريب إن صاحبه قابله ببرود غريب وقاله انا هافهمك .. إبتدى صاحبنا يتجنن : تفهمنى إيه بس ؟؟ باقولك نسر يابنى آدم .. إنت مستغنى عن الفراخ بتاعتك ولا إيه ؟؟ .
بعد محاولات من صاحب البيت إنه يهديه ويخليه يسمع ، رضى وهو من جواه عايز يسمع بسرعة علشان يطلعوا يلحقوا الفراخ لكن صاحبه حكاله القصة دى
” انا من فترة كنت بين الزرع فى حته متطرفة فى البلد ولقيت بيض شكله غريب فأخدت واحدة وحطيتها مع بيض الفراخ وبعد ما الفرخة رقدت عليها والبيضة فقست لقيت النسر دا طلع منها ، خوفت فى الأول لكن لما راقبته يوم بعد التانى لقيته بيتصرف زى الكتاكيت اللى حواليه بالظبط .. بياكل ويشرب زيهم وبقى سلوكه مالهوش دعوة بالنسور دا حتى ماحاولش يطير .
بعد ما صاحبنا عرف حكاية النسر قرر إنه ياخده ويعلمه يبقى نسر لكن صاحبه حاول يقنعه إن مافيش فايدة لكن هو صمم يعمل كده.
أخد صاحبنا النسر الفرخة معاه وحطه قدامه وقعد يقوله إنت مش فرخة إنت نسر إنت مش فرخة إنت نسر … بس تقريبا النسر كان بيستغباه وبيقول فى نفسه هو الراجل دا عايز إيه ؟؟؟ ماله عمال يزعق ؟؟ نسر إيه وبتاع إيه .. شكله مايعرفش إنى فرخة وكل اللى حواليا فراخ
لكن الراجل بعد ما تعب فكر إنه ممكن حاجة مختلفة وبسرعة أخد النسر وخرج فى مكان مفتوح وإبتدى يقوله الجناحات دى علشان تطير … ياللا طير ، وإبتدى يرميه جامد لفوق والنسر يقع على الأرض تانى وجواه مليون شتيمه للراجل اللى هراه ده .. لكن بعد كذا مرة إبتدى الموضوع يتحول للعبة مع النسر وهو مبسوط جدا إنه بيطير وينزل ويطير وينزل .. لكن صاحبنا دا ماكنش مبسوط بالنتيجة دى
وبعد محاولات فاشلة .. صاحبنا دا اخد قرار .
مسك النسر الفرخة وطلع بيه من على جبل عالى وبعد ما وصل فوق إبتدى يكلم النسر ويقوله : ” مش ذنبك إنك جيت للدنيا لقيت نفسك وسط كتاكيت وفراخ راضيين بفتافيت العيش وشوية دره بتترميلهم ، لكن ذنبك إنك ماحاولتش تفهم إنك نسر وإنك مش مخلوق علشان تبقى فرخة ، عيبك إنك ماحاولتش تفكر إيه فايدة جناحاتك ولا فكرت تستعملها زى ما ربنا خالقها فيك … علشان كده ، ماقدامكش غير حاجة من إتنين يا تعيش نسر يا تموت فرخة ” .
وفى لحظة رمى صاحبنا النسر الفرخة من فوق الجبل وإبتدت اللحظات تمر والنسر بيقع فى الهوا ومستنى إنه يقابل الأرض زى كل مرة .. بس لما بص فوق لقى صاحبه مشى وسابه و لما بص تحتيه مالقيش الأرض اللى متعود ينزل عليها .. ساعتها إبتدى يحس بالخطر اللى هو فيه ، وإنه هيموت بعد لحظات .. لكن إفتكر كلام صاحبه ليه وإفتكر إزاى كان بيحاول يخليه يشغل جناحاته .
وإبتدى يحاول يرفرف لكن مش قادر ، يرفرف ومش قادر ، يرفرف ومش قادر … لغاية لما جه فى لحظة بيبص تحتيه لقى الأرض قريبه واتأكد ساعتها إن الخبطة هتكون شديدة لدرجة ممكن تموته .. ودا خلاه يزود من ضربات جناحه لغاية لما قدر يفرد جناحاته بجد وإبتدى يطير ويعكس إتجاه طيرانه وإبتدى يعلى لفوق لفوق لفوق لغاية لما وصل لصاحبه اللى كان خلاص متاكد إن النسر زمانه ميت على الأرض ووقف قدامه وفرد جناحاته وكأنه عايز يقوله ” دى جناحاتى و الجبل دا مكانى و أنا إخترت أعيش نسر ”
الله خلق كل واحد فينا نسر المفروض إنه يعيش طاير فوق لكن للأسف كتير مننا عايشين فراخ
لو عايز تنجح فى حياتك يبقى مافيش غير إنك تكون نفسك وتشوف إيه الصورة اللى الله خلقك عليها وتعيشها
عيش ” نسر “