بقلم: شادي جاد
فيه ناس مقتنعين بان فيه اله هو بداية كل شئ .. كويس
و ناس تانية مقتنعين انه مفيش الله و انه المادة هل اصل و بداية كل شئ .. دا برضو كويس ..
الناس اللي بتقول انه ربنا موجود وهو اصل كل شئ .. طيب سؤال ..
– هل الله موجود من الأزل ؟؟
الرد الطبيعي بتعهم : اكيد طبعا
– مين اوجد الله ؟
الرد الطبيعي بتعهم : مفيش حد طبعا
– طيب ازاي وجد ؟؟
باستغراب و عنين مبحلقة : مفيش رد
– طيب ازاي هتبرر وجوده ؟؟
الاجابه : هو موجود منذ الازل و قائم بذاته .. هي كده
اوك جميل ..
طيب بالنسبة للناس اللي بينكروا انه الله اصل كل شئ بالعلم و بيقولوا انه المادة هي اصل و بداية كل شئ .. طيب سؤال ..
– هل المادة موجود من الأزل ؟؟
الرد الطبيعي بتعهم : اكيد طبعا
– مين اوجد المادة ؟
الرد الطبيعي بتعهم : مفيش حد طبعا
– طيب ازاي وجدت ؟؟
باستغراب و عنين مبحلقة : مفيش رد
– طيب ازاي هتبرر وجودها ؟؟
الاجابه : هي موجودة منذ الازل و قائمة بذاتها .. هي كده
قبل ما اناقش قضية المادة هي اصل كل شئ و هل هي ازليه و لا الله هو اللي ازلي و هو اصل كل شئ لازم اوضح بعض المفاهيم اللي هاستخدمها في المقال علشان يبقى الموضوع واضح و بسيط و مفهوش تعقيد او تفهم كلمة بمعني غير المقصود بيه في المقال.
الأزل: قد يعني الوجود في كمية لانهائية من الزمن أو الوجود خارج دائرة الزمن. (حسب ويكيبيديا بعد الترجمة)
الإله: شخصية واعية غير مادية مطلقة في صفاتها وقدراتها يرى من يؤمنون بها بأنها الأصل والعلة لكل ما هو موجود ) .حسب ويكيبيديا بعد الترجمة)
المادة: هي كل ما له كتلة و حجم . لها خصائص مختلفة تشمل الحجم و الكتلة و الكثافة و تشكل ما يعرف بالكون الملموس . ظهر الكون بانفجارها ومنها تشكلت أبسط أشكال الحياة من قبيل الصدفة بتحقق شروط معينة وتطورت هذه الحياة إلى ما هي عليه الآن. فالمادة هي جزء من كوننا و سقط الفاصل بين المادة و الطاقة طبقا لمعادلة اينشتاين E= mc² (حسب ويكيبيديا بعد الترجمة)
نيجي لأول جزء من القضية في الموضوع وهي البداية:
بتبتدي المشكلة في قصة بداية الاله اول ما نسأل : هو ليه موجود ؟؟ و مع كتر البحث تلاقي السؤال الشهير : من صنع الله ؟؟
و لحل المشكلة دي حد افترض حاجة هاستعيرها منه وهي : هنفترض انه فيه اله تاني اعلى هو اللي صنع الله اللي صنع الكون ، و لكن هنواجه نفس المشكلة تاني : طيب مين اللي اوجد الاله اللي اوجد الله اللي صنع المادة اللي نتج عنها الكون ؟؟
و في حالة استخدام الفرضية علشان نوصل للاصل هيكون قدامنا اختيارين :
إما القبول بوجود شخصية كانت هي البداية لهذا التسلسل، أو الإستمرار في العودة إلى اللانهاية حيث لا وجود لأي إجابةوبالتالي سيكون الحل هو إنكار وجود هذا الإله وهذا التسلسل اللانهائي للخروج من هذا المأزق.
في حالة ان اتفقنا على عدم وجود هذة الشخصية ” مفيش اله ” هنكون حلينا مشكلة التسلسل اللانهائي و مشكلة اللابداية .
بس هنرجع لنفس المشكلة تاني و نفس السؤال لو مفيش اله .. هل المادة هي البداية ، و بما اننا مش هنقدر ننكر وجودها ، هنلاقي نفسنا قدام سؤال بديهي قوي لا مفر منه : من اوجد المادة ؟ و لا هي كانت موجودة اصلا و بالتالي ممكن نعتبرها انها هي البداية ؟
ولا المادة دي ناتجة عن مادة تاني تحولت من شكل لشكل تاني اللي منه اتوجد الكون ؟؟ و هنفضل في نفس التسلسلات اللانهائية ، و ايا كانت الاحتمالات ففي كل الأحوال هنقف قدام نفس الحقيقة و ساعتها مش هنقدر ننكرها و هي انه في مادة ما ” ايا كانت ايه هي ” تعتبر الأصل و البداية .
اذا: مهما كان نوع الايمان سواء كان بأزلية الاله او بالمادة ، احنا في الحالتين هنواجه ازمة البداية عند كلا الطرفين و بنفس المنطقية و الحيادية ، مع الفارق اننا مش هنقدر ننكر وجود المادة لاننا شايفنها و بنتعامل معاها و احنا جزء منها ، و الايمان بوجود اله بيتطلب مستوى اعلى من البحث و التحليل بما انه هو غير مادي و غير ملموس .
و هنا لازم نسأل سؤال
هل عدم إدراكنا للإله بأحد حواسنا التي تتفاعل مع الواقع المادي يعني بأنه غير موجود؟ ولا يمكن هو ليه طبيعة تانية غير مادية تدرك بحواس تانية غير الحواس التي تدرك المادة فقط؟؟
وإن كنا مش عارفين ندركه بحواسنا .. طيب ازاي نقدر ندركه في الحالة دي ؟
انا مش هجاوب على السؤالين دول لكن انا هسيب اللي عاوز يبحث و يناقش انه يدور و يناقش و يجاوب عليهم بمنطقه الخاص.
نيجي للجزء التاني من القضية وهي : سؤال محتاج تعديل ..
لما يكون عندنا سؤال و معندناش ليه اجابه بالرغم من اننا اجتهدنا و دورنا و بحثنا و مفيش اجابه دا بيحتمل حاجة من الأتنين: يا اما احنا لسه لم نمتلك المهارات و الإدراك الكافي اللي بيتطلبه سؤال علشان نجاوبه ، او يا اما ان السؤال نفسه محتاج بعض التعديل علشان نقدر نوصل لإجابة تريحنا و نوصل لنتيجة حقيقية فعلا .. دا بما اننا مخلصين في اننا نوصل لإجابة مش بنحاول نثبت اللي في دماغنا ..
فبما انه احنا مفيش قدامنا غير حقيقة متفقين عليها ولا مفر منها و هي انه للكون بداية ، اذا في كلا الأحوال” سواء مؤمن بالاله او بالمادة ” فالسؤال حول من صنع او اوجد الاله ؟ او من اوجد المادة اللي منها اوجد الكون كله هو سؤال عبثي مبني على افتراضية غير واقعية لانه في النهاية لن يصل بنا لشئ ، هتلاقي نفسك لامؤخذة بتلف في ساقية و مش هتوصل لحاجة غير انك هتدوخ و تقع في نفس المكان .
فالبداية ” سواء كانت مادة او اله “ من تسميتها هي البداية و بالتالي اكيد البداية هتبقى اصل لوجود كل حاجة احنا فيها . فقصة انه عدم وجود اجابة على بداية الاله دا مش معناه انه المادة هي البداية و العكس صحيح برضو ، مش معني انه معندناش اجابة على بداية المادة دا معناه وجود اله . فالسؤال اصلا من البداية مهما وجهناه في اي اتجاه مش هنوصل لأي اجابة ، و مقدمناش حل غير اننا نغير صيغة السؤال يمكن نوصل لإجابة تريحنا..
السؤال عن اصل الكون او كل شئ بشكل عام لا يكون السؤال عن من اوجده لكن عن ماهيته و طبيعته ، فاذا عدلنا السؤال اللي ابتدينا بيه المقال من : من اوجد البداية ؟ إلى : ما هي طبيعة البداية ؟ اعتقد كده ممكن ناخد خطوات ناحية الاجابة اللي احنا بندور عليها …
الجزء الثالث من القضية و هي الإختيارات المطروحة :
في حالة اعترافنا بوجود بداية ايا كان نوعها و عدلنا السؤال للبحث عن طبيعة و ماهية البداية دي ، في الحالة دي لازم هنحط قدام عنينا اختيارات لازم ندرسها و نبحث فيها لانه من خلالها هيترسم شكل اجابتنا و المسار اللي هنمشي فيه .. احنا عندنا ثلاث خطوط رئيسية و هم :
اولا : وجود شخصية أزلية واعية حيه ” يسمى اله ” كان هو البداية اللي قام في لحظة زمنية معينة بإيجاد المادة ومنها أوجد الكون والحياة (في الحالة دي هتبقى المادة مش ازليه )
ثانيا : وجود كتلة أزلية غير واعية وغير حية ” تسمى المادة ” هي البداية وهي التي نتجت منها الحياة، ولا وجود لشخصية واعية أزلية إلا في عقول بعض بشر ” وهم الاله “
ثالثا : المادة و الاله موجدين مع بعضهم منذ الأزل ، هما الاتنين يعتبروا بيشكلوا البداية سوا مع بعضهم من غير ما يكون حد فيهم هو اللي اوجد التاني ، و حصل تفاعل بينهم و انتج الكون و الحياة اللي احنا موجودين فيها دلوقتي . بس في الحالة دي هيبقى عندنا احتمالات و اختيارات كتيرة جدا في البحث عن اجابة سؤال : انه ازاي تفاعلوا مع بعض ؟؟ .. و دا مش موضوعي النهاردة ..
الجزء الرابع و الأخير في القضية مجموعة من التساؤلات:
في رأي الشخصي انه الجزء دا مش محتاج الاسلوب التحليلي للفكرة بقدر ما هو محتاج اسلوب التساؤلات للوصول لإجابة ما من خلال ترتيب منطقها و افكارها بداخلك انت ..
اولا : وجود الوعي من اللاوعي .. اذا كانت المادة غير واعية فكيف يوجد الشئ من النقيض ؟!! و ان كان النور هو انعدام الظلام فكيف خرج النور من الظلام ؟!! و كيف خرجت الحياة من الموت و الموت ما هو إلا إنعدام الحياة ؟!!
ثانيا : للمؤمنين بوجود اله .. اذا كان الله غير مادي فكيف اوجد المادة ؟؟ فهل من الممكن ايجاد المادة من العدم ؟؟
ثالثا : هل من حدود خارج الكون الموجود ؟ .. و اذا كان الكون بيتمدد فعلا ، على حساب ايه هو بيكبر و بياخد مساحة ؟؟ بمعني .. هل فيه حاجة حوالين الكون ؟؟ و هل مساحة الوجود هي لا نهائية و انه الكون هو جزء صغير من المساحة دي ؟؟ .. طيب لو فيه ” لانهائية المكان” في الحالة دي هيكون بيتبع وجود المادة ولا وجود كائن او اشئ آخر هو لانهائي المكان ؟
رابعا : من هو الذي يحمل في ذاته القدرة على الوجود الأزلي ؟؟ يعني خارج دائرة الزمن .. ولا يتمدد او يتحول او يتأثر او يتغير بمرور الزمن ” لازمني” ؟؟ هل المادة ام الاله ؟
خامسا : التواصل و العواطف . .من اين أتت العواطف ؟؟ .. و كيف تحول الحجر إلى قلب لحمي مليان بالمحبة ؟؟ هل العواطف هي تطور نتيجة الانفجار الكوني ؟؟ ولا لازم يبقى فيه وجود مصدر للمشاعر دي ؟؟
سادسا : الكمال و المطلق .. ايه السر في وجود دايما مفاهيم مطلقة ؟ و ليه الناس بتسعى ناحية الكمال دايما ؟؟ .. هل دا ناتج عن ظهور الوعي و التطور ناحية الأفضل ؟؟ .. ولا فيه شخصية نموزج كامل و مطلق يسعى الانسان ناحية انه يكون شبهه ؟؟
سابعا : الحركة و السكون .. هل كانت البداية من ضمن ماهيتها او صفاتها الحركة ام السكون ؟؟ هل نتجت حركة الحياة من وضع ساكن ام حيوي ؟؟
اللي انا متأكد منه .. انه الاجابات و النتائج هتختلف من شخص للتاني .. و دا بيرجع لطريقة البحث و دقة آلياته و الهدف من ورائه ، او طريقة تفكير الشخص و طريقة تربيته ، او خلفيته الدينية اللي ممكن تمنعه من التفكير او رفضه الشديد للاله نتيجة لشئ ما بداخله و اللي اعتقد انه دول اكتر اتنين بيلعبوا دور في طريقة البحث و التفكير .
علشان كده سايبلك وجهة النظر مفتوحة انت تختار الاجابة بحسب منطقك و طريقة تفكيرك الخاصة بيك ..
هاقول وجهة نظري الخاصة و طبعا انت مش ملزم بيها اطلاقا .. بس دا منطقي الخاص اللي وصلت ليه بعد بحث و صراع عميق و كان كالآتي :
لا يمكن ابدا للاوعي انه يفهم نفسه و يصل إلى الوعي .. و انه الحياة لازم تخرج من حياة زي ما برضو النور عمره ما يجي إلا من نور .. و ان المادة بتيجي من خلال فكر اللامادي علشان تعمل كون تحكمه قوانين المادة .. كمان لانهائية الزمان و المكان مش مدركة إلا للعاقل.. علشان كده مش هتبقى متمثلة إلا في وجود شخص مدرك واعي لانهائي عاقل هو الكمال المطلق و مليئ بالحيوية ..
و للحديث بقية ..