الالحاد .. الايمان من سينتصر ؟

بقلم :شادي جاد  

الناس النهاردة في اي مكان سواء على الفيس بوك او حتى لو قاعدين مع بعض ايا كان المكان لازم يتكلموا عن الالحاد ، و الحقيقة اني باسمع العجب في الموضوع دا ، و ان كان مش دا موضوع المقاله لكن اوعدكم الوقت اللي جاي هتكلم عن مفاهيم و حاجات عجب بتتقال في المموضوع دا ، الناس فاكرة ان الالحاد هو ضد الايمان ، لكن هل فعلا هو كده ؟!! ، يعني الملحد  مش مؤمن ؟؟

الملحد مؤمن و المؤمن مؤمن

ماتستغربش !! عادي يعني ، هو بس انواع ايمان ، لكن في النهاية ايمان

الايمان اللي اقصده هنا هو مجرد فكرة بتعترف بوجود مسبب واعي للكون و للحياه اللي هو ” الاله “ .

الإلحاد هو برضوه مجرد فكرة بتشوف انه الكون دا موجود بفعل صدفة ما ، حصلت من ملاين السنين و انه مفيش حد مسبب لوجود الكون دا او مسئول عنه .

الاتنين مجرد فكرة ، و الاتنين مصدقين حاجة  محدش فيهم شافها و كل واحد عنده قناعاته و اسبابه اللي تخليه يؤمن بكل فكرة فيهم ..

بس انهي فكرة اللي هتكسب فيهم ؟؟ ، و على اي اساس اقدر احكم و اقول انه دي الفكرة الادق و الاصح ؟؟ او انها هي اللي هتنتصر في النهاية ؟؟

فكرة بتقول : ان كان الله موجود لماذا لم يعلن وجوده ؟  و ازاي محدش يقدر يشوفه اصلا ؟

الفكرة التانية ” مين اللي قال انه لم يعلن وجوده !! ، و ازاي نتأكد من قصة انه محدش شافه لما بيتقال على اللي شافوه و اتعاملوا معاه انهم مش بيشغلوا العقل و ماشيين ورا خرافات ؟؟ !!

فكرة : بتقول يا ترى ايه الدليل على وجوده ؟

الفكرة التانية : ايه نوع الدليل المطلوب ؟

علمي ..

طيب ان كان الله غير قابل للقياس ، ازاي اخضعه لقوانين علميه او المراقبة و الاختبار !! ، و بعدين العلم كل اللي هيوصل ليه هو القوانين و لكن من صنع القوانين لا نعلم

منطقي ..

تفتكر هل المنطق هو اساس ثابت اعتمد عليه في الاثبات و اخليه مرجعيه واحده مقبوله للكل ، ولا المنطق دايما متغير حسب نوع العقليه و الشخصية ؟!!

تاريخي ..

في الحالة دي هتحط نفسك في مكان انت بترفضه لانه التاريخ مليان بالمعابد الاثرية و حكايات شعوب قديمة بتحكي عن ظهورات للالهة ، و ليه تحكم انه كل اللي حصل في التاريخ من قصص زي كده هي مجموعة من الاساطير ، مش كل اللي اتحكي في الاساطير هو مزيف ، بلاش نسرق حقائق باسم انها اتوجدت في اسطورة ، من الوارد انه فيه حدث حصل و ناس كتيرة كتبت عنه و منها الاساطير ، فمش كل اللي في الاساطير مزيف حتى و ان كان مش كل  الحقيقة ..

رياضي ..

تفتكر عالم الأرقام اللي مش محدود دليل على وجود الغير محدود ولا ضده ؟!!

العقل ..

هل يقدر النهاردة العقل يدرك كل اللي حواليه ؟؟ !! و بالنسبة للحاجات اللي مش بيشوفها او يدركها ” ما وراء الطبيعة ” !! 

العواطف ..

مش عارف اذا كان دي هيبقى ليها دور بالنسبة للناس اللي بتدور بالعقل و المنطق ولا لأ !!

الروح  ..

و هنا دا اللي بيسموه الدليل الروحي اللي مش دخل فيه النفس او العقل عند الانسان ،  بس السؤال الاهم هو : ايه اللي يضمن انه الروح هتبقى حيادية  و مش منحازة لفكرة جواك ؟ !! ، و ايه اللي يضمن انها مش مش هتبعد عن الهدف ..

فكرة تقول: ايه المشكلة في موضوع الصدفة ؟!!

مفيش مشكلة غير انه انت هتنقل شخص من ايمان بفكرة لإيمان بفكرة تاني ، انت معملتش كده حاجة ، بالعكس دا انت بتنقل الشخص لإيمان اصعب من اي نوع ايمان تاني ..

هل تفسير نظريات النشوء و الانفجار الكوني و كل قوانينه دا معناه انه مفيش مسئول تنفيذي عمل كل دا ؟ !! ، من امتى كان معنى انه فيه كتاب بيشرح قوانين و آليه عمل حاجة معينه دليل على عدم وجود مصمم للحاجة دي !! ، مش معنى اني عرفت القوانين و اكتشفت آلية عمل حاجة دا معناها انه مفيش حد صمم دا . بالنسبالي اثبات الشئ اسهل من نفيه ، يعني علشان تثبت وجود الله ممكن تدور على عمل او دليل ، لكن علشان تثبت العكس انت محتاج لانك تثبت انه مش موجود في كل حاجة حتى لو الحاجة دي غير موجوده ، علشان ممكن يكون في الغير موجود .

عاوز اوصل لنتيجة في النهاية 

هنلاقي انه الايمان بفكرة ” وجود اله فوق الطبيعي ” هو هو نفس فكرة الايمان ” بالصدفة” ، كل فكرة فيهم محتاجة انها تثبت نفسها قبل ما تهاجم التانية ، كل فكرة فيهم عندها نفس الاسئلة ، بس للأسف محدش فيهم بيجاوب على اسئلته المختصة بيه ، الاتنين بيعيشوا صراع الغباء بمعني انه كل واحد شايف الطرف التاني غبي مش بيفكر ، الاتنين عندهم حب للسلطة و الدكتاتورية ، كلام الاله مقدس و غير قابل للنقاش او الفحص للتأكد منه ان كان من اله فعلا ولا لأ، و الناحية التانية برضو العلم و القوانين دا شئ مقدس بالرغم من انه العلم شئ مش ثابت و بيتغير كل يوم و حقائق كتيرة اتغيرت بعد ما ناس عاشوا و ماتوا على انها حقيقة و كانوا بيرفضوا كل اللي بينقدها ..

للاسف وصلنا للآتي :

للايمان آلهة و للإلحاد آلهة

و تعدد الالهة دا ما هو إلا انعكاس لفرضيات الهدف من ورائها هو محاولة البشر في تفسير حقائق معينه في الكون او غيره ، و هي دي القضية انه كل دا نتاج لمحاولة البشر علشان يفهموا الغير المحدود بطريقة محدودة.

مفيش حد افضل من التاني .. كلنا في مركب هنتغرق قريب

عزيزي الملحد

متبصش للمؤمن بوجود اله انه متعصب ، بص انت كمان على نفسك و متبقاش متعصب لفكرة ممكن تتغير ، و متحولش تبقى زي اللي بترفضو فيه زي وصف الآخر بالغباء اوالانتفاخ بالمعرفة .. فانت و المتدين واحد لو هتكون بتعمل كده ..

انا أؤمن بالعلم جدا ، و باستمتع بدرستي ليه الايام دي اكتر من اي وقت فات ، و لكن انا مش شايف فيه مرجع لأخلاقي الانسانية ، مش شايف انه هيغير من حياتي للافضل في جوانب تانية كتير ـ و مش هخليه يكون اساس ابني عليه حياتي لانه ببساطة متغير ، انا مش عاوز ابني حياتي على حقيقة بكرة ممكن تطلع غلط ..

احساس الناس انه لما بنقض الايمان انه انا مش مؤمن ، بالعكس انا مؤمن بوجود اله ، بس مؤمن باله مش زي ما هو معروض في بعض الكتب او زي ما الناس بيوصفوه ، لكن باقبل وصفه هو عن نفسه ، الهي قريب جدا منى و من كل اللي بينادوا عليه و بيعلن ليا ذاته، علاقتي معاه عبارة عن حياه حقيقية و شريك حقيقي في الحياة مش مبنيه على طقوس و فرائض …

السؤال اللي بيجي في نهاية اي حديث : عاوز توصل لإيه ؟ ؟

عاوز اوصل لانسانية ضاعت وسط صراع جوانا

ايه هكسبه من العلم لو مفيش احترام للانسانية ؟؟ ايه اللي هاكسبه من صلاة و شوية كلام عن الاله و القلب مليان بالشر و الحقد و الكراهية ؟؟

ايه المفيد في اله بيفرق و يميز بين البشر ؟؟ و ايه المفيد برضو من علم مفيش اي تغيير في اخلاق الانسان ؟ 

دور على ايمان يتطور منك ، ايمان بالثابت ، ايمان يحترم كل انسان و مش بيميز بين البشر، ايمان الهدف منه هو التغير للأفضل لاستعادة انسانية مشوه ، اللي انا عاوزاقوله في النهاية انه لا يكون ايماني سبب لضررك ولا ايمانك سبب لضرري .. و في النهاية احنا بشر ، لما نحط الايمان و الالحاد في وش بعض زي عنوان المقالة و نعيش في صراع مع بعض  .. الخسران الوحيد في القضية دي هو .. الانسان