و لكن اعظمهن النجاسة

بقلم :شادي جاد  

مهما كان الشخص  درجة ايمانه ، مهما كان قدسيته ، مفيش حد مش بيغلط ، حتى الانبياء و القديسين بيغلطوا ، كمان احب اعرف لما هاستخدم لفظ مقدس او قديس مش بقصد بيه مفهوم لغوي دقيق او في مفهوم دين معين على قدر ما اقصد بيه انه الاشخاص دي هي اللي بعض البشر بيعتبرها فرز اعلى من باقي البشر و انه الله اختارهم و اصطفاهم لانهم افضل من غيرهم .

الكارثة هو انه بقت اخطاء ” الانبياء او القديسين” لقوانين واجبة التنفيذ و التطبيق ، يعني ممكن يكون عمل حاجة هي مش صح بس لازم نعملها علشان فلان هو اللي عملها ، و دي كارثة لانه حطينا عليهم هالة نور و انه كل اللي بيعملوه هو الصح من غير ما نسأل هل اللي عملوه دا كان راجع لنظرتهم في الموقف دا ولا مبدأ عام ، و بننسى انهم وارد انهم يغلطوا .

قدسية الاشخاص بالشكل دا عملت منهم اشخاص محصنة من النقد مينفعش نتكلم و ننقض و نبحث في حقيقة اللي قالوه او حتى حقيقة وجودهم هما شخصيا ، الكارثة اللي اكتشفتها الايام اللي فاتت اننا في التاريخ فيه اشخاص كتيرة اوي من كل الاديان ، الناس بتصدق انهم موجودين و ليهم كرامات و معجزات هما مش موجودين و ما هو إلا خرفات صدقها و صنعها البشر . و بيحكوا حاجات معينة التاريخ اثبت عكسها عن الأشخاص دي بس لمجرد انه الكتب اللي قالت كده هي مسلمة من شخص قديم له قدسيته .

 

اللي باستغرب ليه لما تبقى اضافات خارجة عن الكتاب الاساسي اللي الاله بعتوا و احيانا بيبقى ضد اللي الاله قاله في كتابه و مع ذلك بنصدقها ، يمكن دا راجع لاننا بنحب القوة الغامضة و بنحب نتباها بيها او علشان الواحد يحس انه هو الصح فيقول انه حصل عنده حاجات تثبت دا ، و يمكن لأسباب تانية كتير ، بس في النهاية اهو كله بيوصل لنتيجة واحدة هي اختفاء الحقيقة …

اللي بيزود الطينة بلة في الاديان لما يتقال على شخص انه نبي و دا اخطر من فكرة قديس ، لانه في الحالة دي النقد ليه او لشئ عمله او لأي حاجة هيبقى من المحرمات ، تقريبا تقدر تقول انه في الحالة دي ممنوع الاقتراب او التصوير . و انه لو حد قال عليه او كتاب ما ذكر اخطائه يبقى مش من الله و دا مجرم لابد من المحاكمة بتهمة الكفر ودا بيبان اوي في الأديان او الافكار اللي بتعتقد انه الانبياء معصومين عن الخطأ ، و دا بيخلي انهم يخدوا من اخطائهم و مصايبهم قوانين يعيشوها و يطبقوها على البشر . علشان كده الامة اللي مش بتعرف تفصل بين الاخطاء و الانجازات للعظماء بتوعها مش بتعرف تستفاد بشكل كامل و كمان مع الوقت بيبان قبح الاخطاء دي و بيحصدوا الفشل اكتر بكتير من النجاح اللي كان نفسهم فيه . و بيبقى صعب جدا التخلص منها بالرغم من انها مليانة بالأخطاء . 

 

و هنا هاقف عن نقطة مهمة جدا هو ان قدسية الانبياء و الاشخاص بقت هى الهدف اكتر من انها تكون نتيجة . يعني احنا قدسنا الناس الاول قبل ما نشوف اللي كتابوه و اللي قالوه و على الاساس دا نمنحهم القدسية ولا لأ ، لانه قدسية اي شخص تنبع من الرسالة اللي هو حاملها للبشرية و على الاساس دا ، و بمعيار محايد اقدر احكم و اشوف ، و دا اللي بيخلينا نقوم بثورة الايام دي على حاجات كتيرة موروثة مش صح و عملنا منها اشياء مقدسة و هي فعليا لا تمت بصله للمقدس ، و ان قدسيتها بس هي انها جاية من الاشخاص القديمة وانه الاله ميكنش بعتهم باي رسالة ، لازم نراجع كل اللي ورثناه و نشوف هي ينفع اطلق اسم نبي اصلا على ناس ادعت النبوة ، و دا واضح في كتير من الاديان ، او ناس ادعوا ان هذا الشخص يستحق هذا

للاسف القدسية لأشخاص معينة من غير البحث و التأكد من صحة الرسالة وعلى اساسها احكم على الشخص ، دي اول خطوة في رحالة التغييب العقلي ، و دا اللي احنا عايشينه الايام دي ، استلمنا و هنسلم ، و احنا مش فاهمين ، و قدسيتنا لأشخاص و اننا مينفعش ننقدهم او نبحث في حقيقتهم او في حقيقة اللي بيقدموه او بيوصلوه للبشر ، نتج عنه اللي احنا عيشينه النهاردة من تخلف و بندفع تمنه ..

في نهاية المقال احب اختم و اقول وجهة نظري و منطقي

لابد من بحث الكتب و كل ما عندنا في حالة من البحث عن الحقيقة حتى نصل إليها ،  لا لنوع من التمرد بهدف التمرد على القديم فقط  او لنوع من اثبات النتيجة ، لانه في البحث بإخلاص سنجد فيها الحقيقة