في إحدى رواياته الكاتب يوسف إدريس يكتب عن البدايات ويقول: “باستمرار أريد أن أبدأ، حتى نهايتى أريدها بداية، فأنا لا أحب النهاية ، النهاية سخف وضيق أفق.. ما أروع أن نبدأ دائمًا، وأن نبدأ بأن نبدأ، وأن تكون البداية بداية لبداية أجد وأمتع.”
أنا عارف إن الحماس بيكون في أعلى مستوياته وانت بتبتدي #بداية_جديدة فاكر اللستة وخطة العمل والجدول والترتيب والأحلام اللي كلها بتكون كالقفز المباشر للصورة النهائية الخيالية المبهرة، وتبدأ تترسم على وشك علامات السعادة والنصر وعينيك تلمع من كتر الإبهار اللي تخيلت نفسك فيه.
ويقطع الحلم الجميل ده صوت عابر زي رنة المنبه الساعة 6 الصبح علشان يقولك سيب النوم والراحة والدفا وقوم .. فتلاقي نفسك كنت بتحلم حلم يقظة جميل وتقول خلاص أدام أنا ناويت يبقى هكمل … ويبدأ معسكر الإستعداد .. وترفع شعار: بداية جديدة وإنسان جديد.
يوم .. يومين .. اسبوع .. انت وشطارتك والشعار ينزل والمعسكر ينفض. الحقيقة إن علشان تبدأ بداية جديدة لازم تكون مدروسة ومتخططلها قبل ما تحلم بروعة النهاية وتفهم إن الطريق طويل ومحتاج عزيمة وكله عقبات..
وأول عقبة هي عقبة قلب الصفحة، كلنا بنقلب الصفحة القديمة علشان نبدأ صفحة جديدة. والحقيقة بتقول إن الصفحة القديمة هي أنت وما انت عليه الآن فلابد أن تقرأ الفصحة الحالية جيداً لكي تقدر أن تبدأ أخرى جديدة.
ثاني عقبة إن التغيير عمره ما كان كلي، التغيير الحقيقي بيكون جذئي لأن مشوار الألف ميل بيبتدي بخطوة مش بينتهي بخطوة زي ما احنا فاكرين، خطوة خطوة وموضوع موضوع.
ثالث عقبة هي إننا كشباب بنتحمس بسرعة وبنفقد حماسنا بسرعة وده اللي بيخلينا ننوي إننا نبدأ بداية جديدة كل 48 ساعة. فلو معندكش الحافز اللي يجدد حماسك مش هتكمل وهتفضل البداية مجرد نيّة حالمة.
طيب نعمل إيه !! نستسلم للواقع اللي مش راضيين عنه !!
لا طبعاً .. وزي ما بيطلع فجر يوم جديد لازم منبطلش محاولة، الحقيقة إن الله نفسه بيشجع جداً على البدايات الجديدة وبيهتم وبيحمسنا دايماً إننا نبدأ، وحتى إن مكملناش والحماس راح، بيشجعنا إننا نقوم وننوي ونبدأ تاني من جديد. لأن أبسط معنى من معاني “التوبة” إننا نوقف اللي بنعمله غلط ونبدأ بأمور جديدة صالحة لينا وللآخرين.
وزي ما الأنبياء والمرسلين والناس الصالحين، إبتدوا بداية جديدة في وقت من الأوقات، فالموضوع مش مستحيل يلا نبدأ … ومنبطلش نحاول نبدأ … والأهم إننا نبتدي كل مرة بخبرة ووعي عن المرة اللي قبلها، وزي ما توماس إديسون حاول 10.000 مرة وبطرق مختلفة لإختراع المصباح الكهربائي، لازم منبطلش نحاول… فما أجمل البدايات…