– لطالما كنت أقلدك بكل شيء .. لطالما كنت لا أتناول إلا مما تتناول .. وبنفس الطريقة ..
لطالما كنت لا انام إلا على نفس وسادتك .. وبجانبك .. أمامك .. منك وإليك ..
لطالما كنت لا ارتدي إلا كما ترتدي أنت ..
لطالما عشت بك .. إليك وفيك ومنك ..
كنت طفلة و لكني الآن كبرت …!
أصبحت اتأخر في نومي كما أنه لي غرفتي الخاصة .. انهض من نومي العميق بعدما تخرج أنت …
أجد كعادتي أمامي صحن الفاصوليا المتبقي منه القليل ولم تتمكن من رميه خشية من عذاب الله … وأجد بجانبه وعاء الحساء الخاص بي وبجانبه رسالة ( لا تنسي غسل أسنانك ) .. ما زلت تظنني طفلة ….!
ولكنها الحقيقة .. فأنا أسارع إلى أخذ رغيف الخبر واتناول ما ابقيته من الفاصوليا … مازلت تلك الطفلة الصغيرة التي لا تتناول إلا مما تتناوله …!
أسارع إلى غرفتك قبل أن يأتي موعد ذهابي الى الجامعة وانام على مخددتك واستنشق رائحتك التي تبقت منك فيها .. التي أجد نفسي وروحي وأملي وحياتي فيها ..
أنهي أخذ كمية الطاقة الكافية لهذا اليوم واتجه إلى خزانة ملابسك وأخذ ما اردتيته البارحة ….. هل عرفت الآن لماذا أظل انظر إليك كثيراً عندما تعود من العمل ..! لأصطحبك معي إلى جامعتي .. ?خبئك من العالم بداخلي .. بي وإلي ….. لا يعلم العالم أن ما تحت عبايتي شيء فوق ما يقوله للناس عني ….. كلام تافهه عن مظهري .. ! لا يعلموا انك دائماً ما تبتاع لي أفضل ما عرض بالسوق … لأرتديه معك .. ولك .. ل اسعدك .. لأريك انك فوق ما تظن بالنسبة لي .. لتعرف انك الحياة بالنسبة لي ……..!
وها أنا الآن أصبحت أكبر عمراً … أصبحت علي مسؤوليات أكثر … فأنت لم تعد تسطيع العمل .. لا بأس .. لأنك ما زلت ذاك الرجل الجميل الشاب الوسيم والبطل .. حتى وإن أصبحت طريح الفراش ..
لكنك لا تعلم أن هذا أفضل لي …!
نعم أفضل لي .. لأني أصبحت قادرة على النوم بنفس وسادتك من جديد دون خجل .. لاني أصبحت لا أتناول إلا مما تتناول أنت دون أسى …
هكذا عادت لي حياتي يا أبي ….
ربما كنت تعلم دائماً أنني كنت أفعل كل هذا وكان يسعدك … لكن انت حقا لم ترد هذا لي .. اردتني ب شخصيتي المنفردة .. أن أثق بنفسي فقط لا بأحد .. لكني أحب شخصيتك أنت .. واثق بك أنت فقط …..! فلماذا تمنعني …؟
لماذا حرمتني من النوم والشعور ب الاطمئنان معك .. بك و فيك ومنك ؟
*هل هذا حب ! أن تحرمني من السعادة التي أطلقت عليها اسمك ؟؟؟ هل هذا هو حبك لي ؟؟؟*
لا يمكنني تقبل فكرة انك ذهبت .. حتى بعد مرور ال30 عام هذه .. انت مازلت بداخلي …
وانا مُت معك ..
#أبي
#كل_الحب_لأبي
صبا عادل