حكاية ألم

بعد فترة من الألم المستمر والغير مفهوم ممكن الانسان يضيع بعدها

وبيتبدأ سكة اللاعودة !

ومش باحصر الضياع من الناحية الدينية ومن الله والابدية ولا التفكير عن الانتحار فده كله نتايج لنتيجة اكبر هو الضياع الحقيقي .. (الاغتراب عن نفسه( وهو ان يضيع من نفسه . من معتقداته ومعانيه وأفكاره ..

ويصبح شخص أخر غير معروف لمن حوله ولنفسه ذاتها ..

فمتاح له ان يضيع داخل مجتمعه الآمن او خارجه .. في الوحدة او الزحام ..

فحاليا المتاجرين بآلام الناس هم أكثر التجار ربحاً

والشخص المتألم يحمل داخل متضادات كثيرة ..

فهو الذي يحتاجك لدرجة رهيبة وفي نفس الوقت يخشي الاقتراب منك

يبحث عنك وقت غيابك ويهرب منك

الضعيف الذي يمكن ان يثور في وجهك ..

يخشي الوحدة لكن هناك مئة سبب لديه تدفعه للوحدة !

والوحدة لديه ليس ان يتواجد في عزلة عن من حوله … لكني لاحظت انها تظهر في انه يسعي ان يحيط نفسه بمن يشبهون (هو الجديد) الذي لا علاقة له ب (هو الحقيقي) .. وكل ذلك ليستريح من صراخ (هو الحقيقي) ..

وكل ذلك لا يجدي الا في مزيد من التشوه والاغتراب ..

والمشكلة الاكبر في هذا المستوي من الضياع ان الشخص لا يصبح بلا ملامح واضحة كمستويات سابقة من الضياع  ؛ لكن يصبح له ملامح متميزة لكنها لا تمت بصلة له .. وذلك يشعره انه امتلك القدرة علي السيطرة علي الامور ..

والاحتمال اﻷكبر انه قد وصل لهذه المرحلة لاكتشافه ان السبب هو (هو الحقيقي) فيقرر سواء عن وعي او بدون وعي ان يكون أخر . ان يكون (هو الجديد) ربما يرتاح من ألمه ..

فالالم يستطيع ان يصنع كل هذا في حياة الانسان فهو يمكن ان يحول حياته لاشلاء..

والتراجع من تلك المرحلة صعب جدا ويحتاج لوعي وحب من (أخر)

والاخر ده يمكن يكون ألم جديد يجعله يستعيد وعيه .. أنسان .. الله

والعنصر الخفي الذي يمكن ان يكون عاملا مشتركا بينهم هو ايجاد حب عميق

لذلك اﻷلم مازال وسيظل سرا غامضا علي هؤلاء الذين يدعون انهم يخدمون المتألمين !

فرفقاً بهولاء فكل ما يحتاجونه وجود حقيقي وليس اناشيد وعظ محفوظة ..

ريمون رأفت