بقلم : أمير طلعت
بعد 9 سنين إغتراب وسفر لأماكن كتير .. منها اللى طولت فيه ومنها اللى كانت فترة قصيرة .. كنت كل مرة بتأكد إن فيه شنطتين الواحد بيلمهم وياخدهم معاه فى السفر.
تانى شنطة دى من وجهة نظرى … هى شنطة مش متشافة مع إنها موجودة طول الوقت.
دى بتبقى شنطة ” المبادئ ” … إيه بقى حكايتها الشنطة دى !!!
دى بتبقى شنطة إفتراضية جوه الإنسان لما بيجى يتحرك من مكان للتانى بيشيل فيها مبادئه وأفكاره ومعتقداته … و زى ما بيطلع من شنطة هدومه لبس .. بيطلع من دى كمان المبادئ اللى بيقرر يمشى بيها ومناسبة لكل موقف.
و بيكون حُر يلبس منها الحاجة اللى تريحه .. بس فى وقت الإختيارات والقرارات المهمه .. بتكتشف مين اللى إختار كل قطعة فى شنطته عن إقتناع وبيتصرف على اساسها .. ومين اللى معاه حاجات مش بتاعته ومش مقاسه وبيبقى غالبا إشتراها علشان حد قاله إنها كويسة
علشان كده أحيانا كتير الشخص لما بيروح مكان جديد وهو مش متعود عليه ويبتدى ينبهر بالجو الجديد .. بيقرر إنه يعمل ( نيولوك ) لمبادئه وافكاره علشان يبقى شبه اللى حواليه بغض النظر بقى عن النيولوك دا لايق عليه ولا لأ … المهم بالنسبة له إنه يكون شبههم.
أحيانا باحتاج أجدد شوية حاجات من الشنطه دى .. بس دا مش معناه إن دايما كل اللى فى الشنطة قديم وعايز يترمى علشان اللى حواليا ماعندهمش نفس محتويات الشنطة.
أوعى تتكسف من محتويات شنطتك .. طالما مقتنع بيها يبقى ماتسمعش رأى الناس علشان اساسا ماحدش فيهم أخد رأيك فى شنطته.
إشتغل وإنت فى اماكن الراحة بتاعتك على إنك تجمّع أكتر حاجات مفيده تحطها فى الشنطة دى .. لأنك هتحتاجها فى كل مرة بتخرج وتسافر بيها.
السفر مش لازم يبقى بين بلاد .. لكن خروجك لمجتمع جديد مش متعود عليه هو سفر … نزولك لجامعتك هو سفر … وجودك فى مكان للشغل مع ناس مختلفه عنك هو سفر …
كل مرة بتخرج فيها من دواير راحتك إنت بتسافر ومعاك شنطتك … خلى بالك منها جدا وإتعلم ترتبها وتختار محتوياتها ، علشان هى دى اللى فعلا فيها كل ما تملك .