بقلم : شادي جاد
في يوم من الايام كنت قاعد بحكي و بتناقش مع صديق ليا عن فكرة ” شوف غيرك اللي اقل منك فتعرف تشكر ربنا ” و الحقيقة بعد ما قعدت لوحدي و فكرت في الموضوع لاقيت نفسي بافكر الترنيمة اللي كانوا بيعلموها لينا في مدارس الاحد ” اشكر ربك على كل اللي عندك ، علشان اللي عندك حلم كبير لناس كتير فاشكر ربك على كل اللي عندك ” ، اللي هو مبدأ ” تشوف بلاوي الناس تهون عليك بلوتك ” ، و الحقيقة انه الترنيمة كويسة و معقوله لفكر طفولي مع اني ضد انك تعلم مبدأ غلط لطفل علشان انه مش هيفهم المبدأ الكبير ، في اعتقداي الشخصي دا بيبقى اسمه فشل ممكن اتكلم عنه بعدين ،، المهم قاعدت افكر في الموضوع نفسه و جوايا كام سؤال :
هو انا لازم اشوف المحروم علشان اشكر ربنا ؟؟ مينفعش اشكره كده !!
هو انا لازم احس اني احسن من حد علشان اعرف اشكر ربنا ؟؟ !!
طيب الشخص اللي اقل مني هيشوف اللي تحتيه علشان يشكر ربنا ، طيب اخر اقل واحد هيشوف مين علشان يشكر ربنا ؟؟
و هنا في المقال دا هتكلم عن وجهة نظري قد تتفق او تعترض ، في النهاية احترم رأيك ، و انا بنيت رأي من خلال منطقي و فكري الخاص من خلال فهمي و معرفتي بالاله الذي اعبده …
اول فكرة اللي عاوز اشرحها في المقال هي : الاكتفاء
مش لازم اشوف اللي تحتي علشان اشكر يعني مثلا لو انا معايا 1000 جنيه مش مكفياني مش هاعرف اشكر في كل الاحوال ، و ممكن يبقى معايا 100 جنيه و عارف اكون مكتفي . القضية في القناعة ، في المثال اللي قولته مش لازم ابص على اللي عنده 100 جنيه علشا اشكر ربنا و اكتفي ، و اعتقادي انه الشكر بيجي نتيجة القناعة و الاكتفاء ، و زي ما قال بولس الرسول في الكتاب المقدس في رسالة فيلبي الاصحاح الرابع : لَيْسَ أَنِّي أَقُولُ مِنْ جِهَةِ احْتِيَاجٍ، فَإِنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ.أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ.
الظروف المأساوية كانت بداية للتدريب العملي، وعلمته الاكتفاء مش انه يبص على غيره . والاكتفاء في الظروف مكنش أمر طبيعي بالنسبة لبولس ، ولكنه تدرب على ذلك عملياً وفي أقسى الظروف، فالوفرة أو الحاجة، والشبع أو الجوع تساوت بالنسبة لبولس ، فالموضوع اكبر من اننا نبص على حد تاني ، صدقني هاتعرف تشكر ربك على اللي عندك و تفرح في كل الاحوال و الظروف لما تتعلم الاكتفاء ،لكن لو معرفتش الاكتفاء حتى لو بصيت على اللي تحتيك من دلوقتي لبكرة مش هتعرف تشكر برضو و هتبقى بتتذمر و بتشكي و حزين و هتسعى ناحية انك تشبع بأي طريقة حتى و لو كانت مش من حقك ، و زي ما نفس الرسول بولس قال لتلميذة تيموثاوس و هو بينصحه ” التقوى مع القناعة كنز عظيم ” وهو دا التحدي الحقيقي…
الفكر التانية و اعتقد انها قد تكون صادمة لمن يقول ان اكتفاءه في الله ، فمعنى انه لا استطيع اشكر وسط الاحتياج هذا معناه ان الله بذاته لا يكفيني و انه الايه او المزمور اللي دايما بنردده ” الرب راعي فلا يعوزني شئ ” ، دا اكلاشيه بنحطه و خلاص ، دي كارثة حقيقية انه ابص على غيري علشان احس انه الله مديني كتير ، دا معناه بكل صراحة و وضوح تشكيك في صلاح الله و محبته لينا ، و انه لازم اشوف الاقل مني علشان يثبت انه بيحبني و بيبعتلي كتير . اذا كنت هارفض النظر للاشرار و غناهم و اقول الحمد لله على اللي عندي برضو هارفض النظر على اللي اقل مني … صدقني اللي بيشوف الله و يدركه ادراك حقيقي هيعرف معنى الاكتفاء حتى لو في نظر الناس هو في احتياج و يقول مع الرسول بولس ” استطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني ” و يقول مع ايساف في سفر المزامير ” 73 ” : ” مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئًا فِي الأَرْضِ. قَدْ فَنِيَ لَحْمِي وَقَلْبِي. صَخْرَةُ قَلْبِي وَنَصِيبِي اللهُ إِلَى الدَّهْرِ. ” ، لما يكتشف انه الغني الحقيقي مش في انه عنده قد ايه ، لكن انه ” كل ما لله هو ليه ” هيعرف يرنم و يفرح في كل الظروف مش لانه شايف اللي تحتيه لكن شايف الغنى الحقيقي اللي ليه في الله ، على فكرة الادراك موضوع دا مش سهل لانه ما بين المعرفة و الادراك فيه تجربة .
الفكرة الاخيرة في المقال دا و اللي اتأذيت كأنسان و انا بكتبها ، و شعرت اني كتير كنت بتصرف بجهل ” اللي بحسب فهمي للاله اللي اعرفه انه مش هيفكر بالشكل دا ” هي : استخدام و استغلال الم البشر و احتياجهم لاشباع جوع بداخلى هو شعوري بالاكتفاء و الشكر !!
دي معني الجملة .. تخيل !! انت بتقول بشكرك علشان مش زي الناس دي ؟؟؟ ، الموضوع متعب لما تخيلت اشخاص مثلا بشكروا ربنا انه عندهم صحة احسن مني ، او مثلا انه عندهم فلوس اكتر مني او هما افضل مني في التعليم او غيره ، دا بدل ما المفروض اصلي من اجل الشخص و احس بيه و اساعده في المه لو قدرت !! بقى الم الاشخاص فايده ليا في اني اعرف اشكر او مصدر شعور بالراحة و السعادة لي !! دا بدل ما ابكي و احس بيه و اطبطب عليه !! بقيت حاسس احساس صعب انه ربنا بيذلني علشان يعلم ناس تانية تشكر و تفرح ، انه الله ظالمني ، و مش هقبل من اي شخص اجابة او اي حاجة يقولها عن ربنا لانه اكيد بيشكر ربنا لانه عنده اللي مش عندي ، و احاسيس كتيرة اوي مش هاكتبها في المقال هنا ، لكن هاسيب لاصحاب المشاعر و الانسانية اللي وضعها الاله فينا يدركوها ..
على فكرة انا مش مكبر الموضوع ولا بحلله تحليل بعيد عن الواقع او معقده ، دا اللي ناقشته مع اشخاص و اكتشفت انه ناس كتيره عايشة الاحاسيس دي ، و اكتشفت قد ايه ممكن فكرة غلط توصل حاجات كتيرة اوي غلط و احنا مش حاسيين انه فيها حاجة او الموضوع مش مستاهل بس بنحصد نتايجها الصعبة في الآخر ..
هاكتفي بالافكار دي و اختم و اقول :
خدعوك فقالوا : انت احسن من غيرك .. اشكر ربنا على كل اللي عندك .. علشان اللي عندك حلم كبير لناس كتير ..